الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
2605- أَعَزُّ مِنْ مَرْوَانِ القَرَظِ هو مروان بن زِنْبَاع العبسي، وكان يَحْمي القرظ لعزه، ويقَال: بل سمى بذلك لأنه كان يغزو اليمن وبها منابتُ القَرَظِ، ووَصِفَ مروان للمنذر بن ماء السماء، فاستوفده عليه، فَقَال له، أنت مع ما حُبِيتَ به من العز في قومك، كيف عِلْمُكَ بهم؟ فَقَال أَبَيتَ اللعن، إني إن لم أعلمهم لم أعلم غيرهم، قَال: ما تقول في عبس؟ قَال: رمح حديد، إن لم تطعن به يطعنك، قَال: ما تقول في فَزَارة، ؟ قَال: وادي يحمى ويمنع قَالَ فما تقول في مرة قَال: لا حُرَّ بوادي عَوْف، قَال: فما تَقول في أَشْجَع؟ قَال: ليسوا بِدَاعِيكَ ولا بِمِجيبيك، قَالَ فما تقول في عبد الله بن غَطَفَان؟ قَال: صُقُور لا تصيدك: قَال: فما تقول في ثعلبة بن سعد؟ قَال: أصواتٌ ولا أنيس.[ص 45] 2606- أَعَزُّ مِنْ حَلِيمَةَ هي بنت الحارث بن أبي شمر ملك عرب الشام، وفيها سار المثل فقيل: ما يَوْمُ حليمة بِسِرٍّ، وهذا اليوم هو اليوم الذي قُتل فيه المنذر بن ماء السماء ملك العراق، وكان قد سار بعربها إلى الحارث الأعْرَج الغَسَّاني، وهو الأكبر، وكان في عرب الشام، وهو أشهر أيام العرب وإنما نُسِبَ هذا اليوم إلى حليمة لأنها حَضَرَت المعركة مُحَضِّضَة لعسكر أبيها، فتزعم العرب أن الغبار ارتفع في يوم حليمة حتى سّدَّ عَينَ الشمس فظهرت الكواكب المتباعدة عن مطلع الشمس، فسار المثل بهذا اليوم، فقيل: لأرِيَنَّكَ الكَواكِبَ ظُهْراً، وأخذه طَرَفَة فَقَال: إِنْ تُنَوِّلْهُ فَقَدْ تَمْنَعُهُ * وَتُرِيهِ النَّجْمَ يَجْرِي بالظُّهُرْ وقد ذكر النابغة يوم حليمة في شعره، فَقَال يصف السيوف: تُخُيِّرْنا مِنْ أَزْمَانِ عَهْدِ حَلِيمَةٍ * إِلَى الْيَوْمِ قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ 2607- أَعَزُّ مِنْ أُمِّ قِرْفَةَ هي امرَأة فَزَارية كانت تحت مالك بن حُذَيفة بن بدر، وكان يُعَلَّقَ في بيتها خمسون سيفاً لخمسين رجلا كلُّهم لها مَحْرَم 2608- أَعْدَى مِنَ الظَّلِيمِ وذلك أنه إذا عدا مَدَّ جناحيه، فكان حُضْره بين العَدْو والطَّيَرَان 2609- أَعْدَى مِنَ الحَيَّةِ هذا من العِدَاء، وهو الظلم، وهذا كقولهم" أظْلَم من حيَّة" وأما قولهم: 2610- أَعْدِي مِنَ الذِّئْبِ فمن العِدَاء والعَدَاوة والعَدْو، وقولهم: 2611- أَعْدَى مِنَ الْعَقْربِ هذا مِنَ العِدَاء والعَدَاوة، وقولهم: 2612- أَعْدَى مِنَ الجَرَبِ من العَدْوَى، وكذلك: 2613- أَعْدَى مِنَ الثُّؤَبَاءِ من العَدْوَى أيضاً، والثُّؤَبَاء: التثاؤب وزعم أن شِظَاظاً كان على ناقة يَتَبَعْ رجل وكان شِظَاظٌ رَجل مُغيراً، فتثاءب شِظاظ، فتثاءبت ناقته، وتثاءبت ناقة الرجل المطلوب، فتثاءب الرجل من فوقها فَقَال: أَعْدَيْتِني فَمَنْ تُرَى أَعْدَاكِ * لا حَلَّ مَنْ أَغْفَي ولا عَدَاكِ قَال حمزة يقول: لاحَلَّ رَحْلَه مَنْ أَرْكَضَك. [ص 46] قلت: قد روى حمزة "لاحل من غفا" ثم قَال في تفسيره: لاحل رحله من أركضك، وليس في البيت ما يدل على هذا المعنى؛ لأن غفا غير معروف، قَال ابن السكيت: تقول أغفيت إذا نمت، ولا تقل: غَفَوْت، يقول: لاحل رَحْلَهُ من نام ولم يركضك حتى يفلت، والدليل عليه قولُ حمزة بعد هذا: ثم التفت الرجل فإذا شِظَاظ في طلبه، فأَجْهَدَهَا حتى أفلت، وهذا هو الوجه 2614- أَعْدَى مِنَ الشَّنْفَرَى هذا من العَدْو، ومن حديثه - في ما ذكر أبو عمرو الشيباني - أنه خرج هو وتأبَّطَ شراً: وعمرو بن برَّاق فأغارو على بجيلة فوجدوا له رَصَداً على الماء، فلما مالوا له في جوف الليل قَال لهما تأبط شراً: إن بالماء رَصَدَاً، وإني لأسْمَعُ وجِيبَ قلوب القوم، فَقَال: ما تسمع شيئاً، وما هو إلا قَلْبك يَجِبُ، فوضع أيديَهُمَا على قلبه وقَال: والله ما يَجِبُ وما كان وَجَّابا، قَالوا: فلا بُدَّ لنا من ورود الماء، فخرج الشنفرى، فلما رآه الرصَدُ عَرَفُوه فتركوه حتى شرب من الماء، ورَجَع إلى أصحابه فَقَال: والله ما بالماء أحد، ولقد شربت من الحوض، فَقَال تأبط شراً للشنفرى: بلى، ولكن القوم لا يريدونك، وإنما يريدونني، ثم ذهب ابْنُ بَرَّاقَ فشرب ورجع ولم يَعْرِضوا له، فَقَال تأبط شراً للشنفرى: إذا أنا كَرعْتُ في الحوض، فإن القوم سيشدون علي فيأسرونني، فاذْهَبْ كأنك تهرب، ثم كُنْ في أصل ذلك القَرْنِ فإذا سمعتَنِي أقول: خذوا خذوا، فتعال فأطْلِقْنِي، وقَال لابن براق: إني سآمُرُكَ أن تستأسر للقوم، فلا تَنْأََ عنهم ولا تمكنهم من نفسك، ثم مر تأبط شراً حتى وَرَدَ الماء فحين كَرَعَ في الحوض شَدَّوا عليه فأخذوه وكتفوه بوتر، وطار الشنفرى، فأتى حيث أمره، وانحاز ابنُ براقَ حيث يَرَونْه، فَقَال تأبط شرا: يا معشر بَجيلة، هل لكم في خير أن تُيَاسرونا في الفِدَاء ويستأسر لكم ابنُ براق؟ قَالوا: نعم، فَقَال: ويلك يا بن براقَ أما الشفنرى فقد طار، وهو يصطلى نارَ بنى فلان، وقد علمت مابينَنَا وبين أهلك، فهل لك أن تستأسر ويُيَاسرونا في الفداء؟ قَال: لا والله حتى أََرُوزَ نفسي شَوْطاً أوْشوطين فجعلَ يَسْتَنُّ نحو الجبل ويرجع حتى إذا رأوا أنه قد أََعْيى طَمِعُوا فيه فاتبعوه ونادى تأبط شراً: خذوا خذوا، فخالف الشنفرى إلى تأبط شراً فقطع وَثاقه مال إلى عِنْده فناداهم تأبط شراً: يا معشر بجيلة [ص 47] أعجبكم عَدْوُ ابن براق؟ أما والله لأعْدوَنَّ لكم عدوا ينسيكم عَدْوَّه، ثم احضروا ثلاثتهم، فَنَجوا وفي ذلك يقول تأبط شراً: لَيلَةَ صاحوا وَأغْرَوا بِي سِرَعَهمُ * بلعبيتين لدى مَعْدَى ابنِ بَرَّاقِ كأنَّما حّثْحَثُوا حُصَّاً قَوَدِمُهُ * أوْأمَّ خَشْفٍ بِذِى شَثّ وَطبَّاقِ لا شَيْءَ أََسْرَعُ منيَّ غَيْرُ ذِي عذر * أوْذِي جَنَاحٍ بجَنْبِ الَّريْدِ خَفَاقِ فكل هؤلاء الثلاثة كانوا عدَّئين، ولم يَسِرِ المثل إلا بالشَّنفرى 2615- أّّعْدَى مِنَ السُّلَيْك هذا من العَدْوِ أيضاً ومن حديثه - فيما زعم أبو عبيدة - أنه رأته طَلاَئعُ جيشٍ لبكر بن وائل جاءوا متجردين ليغيروا على تميم، ولا يعلم بهم، فَقَالوا: إن علم السليك بنا أَنْذَرَ قومه، فبعثوا إليه فارسين على جوادين، فلما هايَجَاه خرج يَمْحَص كأنه ظبي، فطارداه سَحَابَةَ نهارِه، ثم قَالا: إذا كان الليل أعيا فسقط فنأخذه، فلما أصبحا وجَدَا أثره قد عثر بأصل شجرة فنزا ونَدَرَتْ قَوسُه فانحطمت، فوجدا قِصْدَةً منها قد ارَتزَّتْ في الأرض فَقَالا: لعلَّ هذا كان من أول الليل ثم فَتَرا فتبعاه فإذا أثره متفاجا قد بال في الأرض وخَدَّ، فَقَالا: مَالَه قَاتَله الله ماأشدَّ مَتْنَهُ، والله لاتبعناه، وانصرفا، فتم السليك إلى قومه، فأنذرهم، فكذبوه لبعد الغاية، فَقَال: يُكَذبني العَمْرَانِ عَمْرُو بْنُ جُنْدبْ * وعَمْرُو بن سَعْدٍ، والمُكَذِّبُ أكْذَبُ سَعَيْتُ لَعَمْرِ سَعْيَ غير مُعَجز * وَلا نَأنأ لَوْ أَنَّنِي لا أكَذَّبُ ثَكِلتكُمَا إن لم أكُنْ قَدْ رَأيْتُها * كَرَادِيسَ يَهْدِيهَا إلى الحيِّ مَوْكِبُ كَرَادِيس فيها الحَوْفَزَانُ وَحَوْلَهُ * فَوَارِيسُ همام مَتى يَدْعُ يَرْكَبُوا وجاء الجيش فأغاروا وسليك تميمي من بني سعد، وسُلَكةُ أمُه، وكانت سوداء وإليها ينسب، السلكة: ولد الحَجَلِ، وذكر أبو عبيدة السليك في العدائين مع المنتشر بن وهب الباهلي وأوفى بن مطر المازني، والمثلُ سار بِسُليك من بينهم 2616- أَعَقَ مِنْ ضَبٍّ قَال حمزة: أرادوا ضبة فكثر الكلام بها فَقَال: ضب. قلت: يجوز أن يكن الضب اسم الجنس كالنعام والحمام والجراد، وإذا كان كذلك وقع على الذكر والأنثى. [ص 48] قَال: وعقوقها أنها تأكل أولادها وذلك أن الضب إذا باضَتْ حَرَسَتْ بيضها من كل ما قدرت عليه من وَرَل وحية وغير ذلك، فإذا نقبت أولادها وخرجت من البيض ظنتها شيئاً يريد بيضها فوثبت عليها تقتلها، فلا ينجوا منها إلا الشَّريد، وهذا مثل قد وضعته العرب في موضعه، وأتت بعلته، ثم جاءت إلى ما هو في العقوقَ مثل الضبة فضربت به المثل على الضد، فَقَالوا: "أبر من هرة" وهي أيضاً تأكل أولادها، فحين سُئلوا عن الفرقَ وجّهوا أكل الهرة أولادَها إلى شدة الحب لها، فلم يأتوا في ذلك بحجة مُقنعة، قَال الشاعر: أما تَرَى الدهْرَ وهذا الوَرَى * كَهِرَةٍ تأكُلُ أولادَهَا وقَالوا أيضاُ: أكرمُ من الأسد، والأم من الذئب، فحين طولبوا بالفرقَ قَالوا: كرمُ الأسد أنه عند شَبعه يتجافى عما يمر به، ولُؤْم الذئب أنه في كل أوقاته متعرض لكل ما يعرض له، قَالوا: ومن تمام لؤمه أنه ربما يعرض للإنسان منه إثنان فَيَتَساندان وَيُقْبِلانِ عليه إقبالا واحداً فإن ادمى الإنسان واحداً من الذئبين وثبَ الذئب الآخَر على الذئب المدمى فمذقه وأكله وترك الإنسان، وانشدوا لبعضهم: وكنت كذئب السوء لما رأى دماًً * بِصَاحِبِهِ يوماً أحَالَ عَلَى الدَّمِ أحال: أي أقبل، قَالوا: فليس في خَلقَ الله تعالى ألأم من هذه البهيمة؛ إذ يحدث لها عند رؤية الدم بِمُجَانسها الطمع فيه، ثم يحدث ذلك الطمع لها قوة تعدوا بها على الآخَر. ومما أجروه مجرى الذئب والأسد والضب والهر في تضادِّ النعوت: الكَبْش، والتَّيْسُ، فإنهم يقولون للرئيس: يا كبش، وللجاهل: يا تيس، ولا يأتون في ذلك بعلة، وكذلك المعز والضأن، يقولون فيهما: فلان ماعز من الرجال، وفلان أمعز من فلان، أي أمْتَنُ منه، ثم يقولون فلان نَعْجَة من النِّعاج، إذا وَصفوه بالضعف والمُوقِ، وقَالوا العُنُوقَ بعد النُّوق، ولم يقولوا الحَمَل بعد الجَمَل. قَال حمزة: فمعنى قولهم "العنوقَ بعد النوق" أي بعد الحال الجليلة صغر أمركم، وهذا كما يُقَال: الحور بعد الكور، وكذلك يقولون "أبعد النوقَ العنوق" فإن أرادوا ضد ذلك قَالوا "أبعد العنوقَ النوق" والأفراس عند العرب معز الخيل، والبراذين ضأنها، كما أن البُخْتَ ضأنُ الإبل، والجواميس ضأن البقر، وهذا كما حكى عن [ص 49] ثمامة أنه قَال: النمل ضأن الذر، وخالفه مخالف فَقَال: النمل والذر كالفأر والجرذان 2617- أَعقَ مِنْ ذِئْبَةٍ لأنها تكون مع ذئبها فيُرمى، فإذا رأته أنه قد دمى شَدَّتْ عليه فأكلته، قَال رؤبة: فَلاَ تَكُونِي يَابْنَةَ الأشَمَِ * وَرْقَاءَ دَمَّى ذِئْبَهَا المُدَمِّى وقَال آخر: فَتىً ليس لابن العَمِّ كالذِّئْبِ إن رَأي* بصَاحِبِهِ يَوْماً دَماً فَهْوَ آكِلُهْ 2618- أَعْطَشُ مِنْ ثُعَالَةَ قد اختلفوا في التفسير؛ فزعم محمد بن حبيب أنها الثعلب، وخالفه ابن الأعرابي فزعم أن ثعالة رجل من بني مُجَاشع خرج هو ونجيح بن عبد الله بن مجاشع في غَزاة، ففوَّزا فلَقَم كل واحد منهما فَيْشَلة الآخَر وشرب بَوله، فتضاعف العطش عليهما من ملوحة البول، فماتا عطشانين، فضربت العرب بثُعالة المثلَ، وأنشد لجرير: ما كانَ يُنْكَرُ في غَزِىِّ مُجَاشِع * أكْلُ الخَزِيرِ وَلا ارتِضاعُ الفَيْشَلِ وقَال: رَضَعْتُم ثم بَالَ عَلى لِحَاكُمْ * ثُعَالةُ حِينَ لَم تجدِواِ شَرَابَا 2619- أَعْطَشُ مِنَ النَّقَّاقَةِ ويروى "من النَّقَّاقِ" أيضاً، يعنون به الضفدع، وذلك أنه إذا فارقَ الماء مات، ويقَال للإنسان إذا جاع: نقَّتْ ضَفَادعُ بطنه، وصاحت عصافير بطنه. 2620- أَعْطَشُ مِنَ النَّمْلِ لأنه يكون في القفار حيث لا ماء ولا مَشرب. 2621- أَعْذَبُ مِنْ مَاءِ البَارِقِ وهو ماء السحاب يكون فيه البرق. 2622- وَمَاءِ الغَادِيَةِ وهو ماء السحابة التي تغدو 2623- وَمَاءِ المَفَاصِلِ وهو ماء المفصل بين الجبلين، قَال: أبو ذؤيب: وإنَّ حديثاً مِنْكِ لو تَبْذُلِينَهُ * جَنَى النَّحْلِ في ألبانِ عُوذٍ مَطَلِلِ مَطَافِل أبكار حَدِيثٌ نِتَاجُها * تُشَابُ بمَاء مِثْلِ مَاءِ المَفَاصِلِ 2624- وَمَاءِ الحَشْرَجِ وهو ماء الحصى، قَال: فَلَثِمْتُ فَاهَا آخِذاً بِقُرُونِهَا * شُرْبَ النَّزِيفِ بِبَرْدِ مَاءِ الحَشْرَجَ [ص 50] ويقَال: الحشرج الحِسْىُ، ويقَال هو الكوز اللطيف. 2625- أَعْجَلُ مِنْ نَعْجَةٍ إلى حَوْضٍ لأنها إذا رأت الماء لم تنثن عنه بِزَجْرٍ ولا غيره حتى توافيه 2626- أَعْجَلُ مِنْ مُعْجِلِ أَسْعَدَ قد مر تفسيره والخلاف فيه في باب الراء عند قولهم "أَرْوى من معجل أسعد" 2627- أََعْبَثُ مِنْ قِرْدٍ لأنه إذا رأى إنساناً يُولَع بفعل شَيء يفعله أخذ يفعل مثله. 2628- أَعْيَثُ مِنْ جَعَارِ العَيث: الفساد، وجَعَار: الضبع، وقد مر ذكره في مواضع من هذا الكتاب 2629- أَعْقَدُ مِنْ ذَنَبِ الضَّبِّ قَالوا إن عقده كثيرة، وزعموا أن بعض الحاضرة كسا أعرابياً ثوباً فَقَال له: لأكافئنك على فعلك بما أعَلِّمك، كَمْ في ذنب الضب من عقدة؟ قَال: لا أدري، قَال: فيه إحدى وعشرون عُقْدَةً 2630- أَعْزَبُ رَأْياً مِنْ حَاقِنْ الحاقن: الذي أخذَه البَولُ، ومن ذلك يُقَال "لا رَأي لحاقِنٍ" وكذلك يُقَال: 2631- أَعْزَبُ رَأياً مِنْ صَارِبٍ وهو الذي حَبَسَ غائطَه، ومنه قولهم: صَرَبَ الصبيُّ ليسمن 2632- أَعْمَرُ مِنْ قُرَادٍ قَال حمزة: العربُ تدَّعي أن القُراد يعيش سبعمائة سنة، قَال: وهذا من أكاذيب الأعراب والضَّجَرُ منهم به دَعَاهم إلى هذا القول فيه 2633- أّعْمَرُ مِنْ ضَبٍّ حكى الزيادى عن الأَصمَعي أنه قَال: يبلغ الحِسلُ مائةَ سنةٍ ثم تسقط سنُّة؛ فحينئذ يسمى ضبًّ؛ وأنشد لرؤبة فقلت لو عُمِّرْتَ سِنَّ الحِسلِ * أوْعُمْرَ نُوحٍ زَمَنَ الفِطَحَلِ والصَّخْرُ مُبتَلٌّ كَطِينِ الوَحْلِ * صِرْتَ رَهِينَ هَرَمِ أوْقَتْل 2634- أَعمْرُ مِنْ نَسْرٍ تزعم العرب أن النسر يعيش خمسمائة سنة، وقد مر ذكر لقمان ولُبَد فيما تقدم من الكتاب في باب الهمز عند قولهم "أتى أبَد على لُبَد" 2635- أَعْمَرُ مِنْ نَصْرٍ يعنون نَصر بن دُهْمان، زعم أبو عبيدة أنه كان من قادة غَطَفان وسادتها، فعُمِّر [ص 51] حتى خرف، ثم عاد شاباً يافعاً، فعاد بياض شعره سواداً، ونبتت أسنانه بعد الدَّرَدِ. قَال أبو عبيدة: فليس في العرب أعجوبة مثلها، وأنشد لبعض شعراء العرب فيه: كَنَصْرِ بِنْ دُهْمانَ الهُنَيْدَةَ عَاشَها * وَتَسْعِينَ حَوْلاً ثُم قُوِّمَ فانصاتا وعَادَ سَوَادُ الرأسِ بعدَ بَيَاضهِ * وَرَاجَعَهُ شَرْخُ الشَّبَابِ الَّذي فَاتَا فَعَاشَ بخَيرٍ في نَعيمٍ وَغِبْطَةٍ * ولكنَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَا كُلِّهِ مَاتَا 2636- أَعْمَرُ مِنْ مُعَاذٍ هذا مثل مولَّد إسلامي، ومعاذ هذا: هو مُعاذ بن مسلم، وكان صَحِبَ بني مروان في دولتهم، ثم صحب بني العباس، وَطَعَنَ في مائة وخمسين سبة، فَقَال فيه الشاعر: إنَّ مُعَاذَ بنَ مُسلمِ رَجُلٌ * لَيْسَ يَقِيناً لِعُمْرِهِ أمَدُ قَدْ شَابَ رَأسُ الزَّمانِ واكْتَهَلَ الـ * دَّهْرُ وَأثْوَابَ عُمْرِهِ جُدُدُ قُلْ لِمُعَاذٍ إذا مَرَرْتَ بِهِ * قَدْ ضَجَّ مِنْ طُولِ عُمْرِكَ الأَبَدُ يا بِكْرَ حَوَّاءَ كَمْ تَعِيشُ وَكَمْ * تَسْحَبُ ذَيلَ الحَياةِ يَالُبَدُ قَدْ أصْبَحَتْ دَارُ آدَمٍ خَرِبَتْ * وَأَنْتَ فِيها كأنكَ الوَتِدُ تَسأَلُ غِرْبَانَهَا إذا نَعَبَتْ * كَيْفَ يَكُونُ الصُّدَاعُ وَالرَّمَدُ مُصَحَّحاً كالظَّلِيمِ تَرْفُلُ في * بُرْدَيْكَ مِنْكَ الجبِينُ يتَّقِدُ صَاحَبْتَ نُوْحَاً ورُضْتَ بَغْلَةَ ذِي الـ * قَرْنَينِ شيْخَاً لِوُلْدِكَ الولَدُ مَا قَصَّرَ الجَدُّ يَا مُعَاذُ وَلاَ * زُحْزِحَ عَنْكَ الثَّراءُ وَالعُدَد فَاشْخَصْ وَدَعْنا فَإنَّ غَايَتَكَ الـْ * مَوْتُ وإن شَدَّ رُكْنَكَ الجَلَدُ 2637- أَعْقَلُ مِنْ ابْنِ تقْنٍ هذا رجل يُقَال له: عَمْرو بن تقْنٍ، وهو الذي يُضرَبْ به المثل فيقَال: أرْمى مِن ابنِ تِقْنٍ، وكان من عادٍ من عقلائها ودُهاتها، وكان لقمان بن عاد أراده على بيع إبل له معجبة، فامتنع عليه، واحْتال لقمان في سرقتها منه، فلم يمكنه ذلك، ولا وجَد غِرَةٍ منه، وفيه قَال الشاعر أتَجْمعُ انْ كُنْتَ ابنَ تِقْنٍ فَطَانَةً * وتُغْبَنُ أحْيَاناً هَنَاتٍ دَوَاهِيا وأما قولهم: هو 2638- أَعْلَمُ بِمَنْبِتِ القَصِيصِ فالمعنى أنه عارف بموضع حاجته، والقَصيص: منابتُ الكَمْأة، ولا يعلم ذلك [ص 52] إلا عالم بأمور النبات، وأما قولهم: هو 2639- أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ يُؤْكَلُ الكَتِفَ فزعم الأَصمَعي أن العرب تقول للضعيف الرأي: إنه لا يحسن أكْلَ لَحم الكتف 2640- أَعْجَزُ مِنْ هِلْبَاجَةٍ هو النَّؤُوم الكَسْلان العطل الجافي قَال حمزة: وقد سار في وصف الهلباجة فَصْلٌ لبعض الأعراب المتفصِّحِينَ، وفصل آخر لبعض الحضريين، فأما وصف الأعرابي فإن الأصمعي قَال: أخبرني خَلَفٌ الأحمر أنه سأل ابن أبي كبشةَ ابن القَبْعَثري عن الهلباجة، فتردد في صدره من خبث الهلباجة مالم يستطع معه إخراج وصفه في كلمةٍ واحدة، ثم قَال: الهلباجة الضعيف العاجز الأخرقَ الأحمقُ الجِلْفُ الكَسلان الساقطُ، لامَعْنى فيه، ولا غَنَاء عنده، ولا كِفايةَ معه، ولا عملَ لَديه، وبلى يستعمل، وضِرسُهُ أشدُّ من عمله، فلا تحاضِرانَّ به مجلساً، وبلى فَليَحْضُرْ ولا يتكلَّمَنّ وأما وصف الحضريِّ فإن بعض بلغاء الأمصار سئل عن الهِلْباجَةِ فَقَال: هو الذي لا يَرْعَوِي لعذل العاذل، ولا يُصْغِي إلى وَعْظَ الواعظ، ينظر بعين حَسود، ويُعْرَض إعراض حَقُود، إن سأل أَلْحَفَ، وإن سُئل سَوَّفَ. وإن حدَّثَ حَلَفَ، وإن وعد أخْلف، وإن زَجَر عَنَّف، وإن قدر عَسَفَ، وإن احتمل أسف، وإن استغنى بَطَر، وإن افتقر قَنِطَ، وإن فرح أشِرَ، وإن حزن يئس، وإن ضحِكَ زَأر، وإن بكى جَأر، وإن حَكم جَار، وإن قدمته تأخَّرَ، وإن أخَّرته تقدَّم، وإن اعطاك منَّ عليك، وإن أعطيته لم يشكُرْك، وإن أسْرَرت إليه خَانَكَ، وإن أسرَّ إليك اتهمك، وإن صار فوقَكَ قَهَرك، وإن صار دُونَك حسَدك، وإن وثِقْتَ به خانك، وإن انبسطْتَ إليه شانك، وإن أكرمتَه أهانكَ، وإن غاب عنه الصديقَ سلاَه، وإن حضَرَهُ قَلاَه، وإن فاتحه لم يُجبه، وإن أمسك عنه لم يَبْدَأه، وإن بدأ بالودِّ هجَر، وإن بدأ بالبر جَفَا، وإن تكلمَّ فَضَحه العِيّ، وإن عمل قصَّر به الجهل، وإن اؤتُمِنَ غدَرَ، وإن أجار أخْفر، وإن عاهد نكثَ، وإن حلف حَنِث، لا يصدر عنه الآمل إلا بِخَيْبَةٍ ولا يضطر إليه حر إلا بمِحنة. قَال خلف الأحمر: سألت أعرابياً عن [ص 53] الهِلْبَاجة فَقَال: هو الأحمقَ الضَّخم الفَدْم الأكُول الذي والذي، ثم جعل يلقاني بعد ذلك ويزيد في التفسير كلَّ مرة شيئاً، ثم قَال لي بعد حينٍ وأراد الخروج: هو الذي جمَعَ كل شر. 2641- أعْجَزُ مِمَّنْ قَتَلَ الدُّخَانُ هو الذي ضرب به المثل فَقيل: أيُّ فتَىً قتل الدخان، وقد مر ذكره في الباب الأول من الكتاب. قَال ابن الأعرابي: هو رجل كان يطبخ قِدْراً، فغشيه الدخان، فلم يتحول حتى قتله فجعلت ابنته تبكيه وتقول: يا أبَتاه، وأي فتىً قتل الدخان، فلما أكثرت قَال لها قائل: "لو كان ذا حيلة تَحَوَّل" وهذا أيضاً مثل، ولقوله "تحول" وجهان: أحدهما التنقل، والآخَر طَلَبُ الحيلَة. وأما قولهم: 2642- أعْجَزُ عَنِ الشَيء مِنَ الثَّعلَبِ عَنِ العُنْقُودِ فإن أصل ذلك أن العرب تَزْعُمُ أن الثعلب نظر إلى العنقود فَرَامه فلم يَنَلْهُ فَقَال: هذا حامض وحكى الشاعر ذلك، فَقَال: أيُّهَا العائبُ سَلْمى * أنْتَ عِنْدِي كَثُعَالَهْ رَامَ عُنْقُوداً فَلَمَّا * أَبْصَرَ العُنْقُودَ طَالَهْ قَال هَذَا حَامِضٌ لمـ * ا رأى أنْ لا يَنَالَهْ 2643- أَعْجَزُ مِنَ مُسْتَطْعِمِ العِنَبِ مِنَ الدَّفْلَي هذا من قول الشاعر: هَيْهَاتَ جِئْتَ إلى دِفْلَى تُحَرِّكُهَا * مُسْتَطْعِماً عِنَباً حَرَّكْتَ فَالْتَقِطِ 2644- أعْجَزُ مِنَ جانِي العِنَبِ مِنَ الشَّوكِ هذا أيضاً من قول الشاعر: إذا وَتَرْتَ امْرَأً فَاحْذَرْ عَدَاوَتَهُ * مَنْ يَزْرَعِ الشَّوكَ لا يَحْصِدْ به عِنَبِا قَال حمزة: وهذا الشاعر أخذ هذا المثل من حكيم من حكماء العرب من قوله "من يزرع خيراً يَحْصِدْ غِبْطَة، ومن يزرع شراً يَحْصِدْ نَدَامة، ولن يَجْتَنِي من شوكةٍ عِنَبَةً" 2645- أََعْطَفُ مِنْ أمِّ إحْدى وَعِشْريِنَ هي الدَجاجة؛ لأنها تحضن جميع فراخها، وتزقَ كُلَّها وإن ماتت إحداهن تبيَّن الغمُّ فيها. 2646- أََعَزُّ مِنَ اسْتِ النّمِرِ ويقَال "أمنع" [ص 54] 2647- أََعَزُّ مِنْ أََنْفِ الأسَدِ ويراد به المَنَعَةُ أيضاً 2648- أََعْطَشُ مِنْ قَمْعٍ (قمع - بوزن كلب أو جذع أو عنب) 2649- أََعْجَلُ مِنْ كَلْبٍ غلى وُلُوغِهِ 2650- أََعْرَضُ مِنَ الدَّهْنَاءِ 2651- أََعْرَي مِنْ إصْبَعٍ، و "مِنْ مِغزلٍ"، و "مِنْ حيَّةٍ"، و "مِنَ الأيِّمِ"، و"مِنَ الرَّاحةِ"، و"مِنَ الْحَجَرِ الأسودِ" 2652- أََعْلَقَ مِنْ قُرَادٍ، و "مِنَ الْحِنَّاءِ" 2653- أََعْطَى مِنْ عَقْرَبٍ لم يذكر حمزة معنى قوله "أعطى من عقرب" ويمكن أن يُقَال: إنه اسم رجل مِعْطَاء، أو يقال: أرادوا هذه العقرب المعروفة، وأعطى على هذا من العَطَو الذي هو التَّناول، أي أنه أكثر تناولاً لأعراض الناس من العقرب التي تأبِرُ كلَّ ما مرَّتْ به، فأما عقرب الذي يضرب به المثل، فيقَال "أتْجَرُ من عقرب" و"أمطل من عقرب" فهو ممن لا يضرب به المثل في كثرة العطاء، هذا ما سَنَحَ في معنى هذا المثل، والله أعلم 2654- أََعْدَلُ مِن الميزانِ 2655- أََعْتَقَ مِنْ بُرٍّ 2656- أََعْلَمُ مِنْ دَغْفَلٍ 2657- أََعْمَرُ مِنَ ابْنِ لَسَانِ الْحُمَّرّةِ 2658- أََعلَمُ مِنْ دَعِىٍّ 2659- أََعْمَقَ مِنَ البَحْرِ 2660- أََعْزُّ مِنَ التِّرْياقِ، و "مِنْ ابْنِ الخَصِىّ" و"مِنْ مُخَّ البَعُوضِ"، و "مِنْ عُقَابِ الجَوِّ".[ص 55] عِزُّ المَرْءِ اسْتَغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ. عَارُ النِسَاءِ بَاقٍ. عَيْنُ القِلادَةِ، وَرَأْسُ التَّخْتِ، وَأوَّلُ الجَرِيدَةِ، وَبَيْتُ القَصِيِدةِ، ونُكْتةُُ المسْأَلَةِ. عِنَايةُ القَاضِي خَيْرٌ مِنَ شَاهِدىَ عَدْلٍ عُين الهَوى لا تَصُدقُ. عَلَيكَ بالْجَنَّةِ؛ فإن النَّارَ في الكَفِّ. عُصَارَةُ لؤْمٍ فِي قَرَارةِ خُبْثٍ عَلَيهِ الدَّمارُ، وَسُوءُ الدَّارِ عَلَيهِ مَا عَلَى الطَّبْل يَوْمَ العِيدِ عَلَيهِ مَا عَلَى أَصْحَابِ السَّبْتِ. أي اللعنة. عَلَيهِ مَا عَلَى أبي لَهَبٍ. عَلَى هذا قُتِلَ الوَليد. يعنون الوليد بن طَرِيفٍ الخارِجِي. يضرب للأمر العظيم يَطْلُبه مَنْ ليس له بأهل. عُذْرٌ لم يَتَوَل الحقُّ نَسْجَهُ. عُقُولُ الرِّجالِ تَحْتَ أَسِنَّةِ أَقْلامِها عَلَى حَسَبِ التَّكبُّرِ في الولاَيةِ يَكُونُ التَّذَلُّلُ في العَزْلِ. عَلَيكَ مِنَ المال ما يَعُوُلُكَ ولاَ تَعُولُهُ. العَادَةُ تَوْأمُ الطَّبِيعَةِ. العَزْلُ طَلاقَ الرِّجالِ، وحَيضُ العُمَّالِ قَال الشاعر: وَقَالوا العَزْلُ للعُمَّال حَيْضٌ * لَحَاهُ الله من حَيْضٍ بَغِيضِ فإنْ يَكُ هَكَذا فأبُو عَلٍيٍّ * مِنْ اللائى يَئِسنَ مِنَ المَحِيضِ العادَةُ طَبيعَةٌ خامِسةٌ. العِرْقَ نَزَّاعٌ. العِزُّ في نواَصي الخَيلِ. العِفَّة جَيشٌ لا يُهْزَمُ. العَرَقَ يَسرى إلى النَّائِمِ. العَقْلُ يُهابُ ما لا يُهَابُ السَّيفُ. الأعمى يَخْرَأُ فوقَ السَّطح، ويَحْسَبُ النَّاسَ لا يَرَوْنَهُ. العَجيزةُ أَحَدُ الوَجْهَينِ. عَادَةٌ تَرَضَّعَتْ بِرُحِها تَنَزَّعَتْ.[ص 56]
|